ذكرت صحيفة "الجمهورية" أنّ "عددًا من الدبلوماسيين الغربيين يعترفون أنّ نسبة اهتماماتهم بالوضع في لبنان لم تتبدّل، فدولهم الّتي جددّت قبل عام وثلاثة أشهر الثقة بالدولة اللبنانية ومؤسساتها بعقد مؤتمرات "بروكسل 2" للنازحين و"روما 2" لدعم الجيش اللبناني والقوى العسكرية والأمنية، و"سيدر" لمواجهة الوضع الإقتصادي، لم تكن تترقّب أن يتعامل لبنان مع هذه المؤتمرات بإهمال التعهدات للقيام بالإصلاحات الضروريّة الماليّة والإداريّة من أجل ملاقاة المستثمرين من مؤسسات دوليّة وإقليميّة مانحة".
وبرّر الدبلوماسيون ملاحظاتهم القاسية بالإشارة إلى "مرور الأشهر الستة الأولى من السنة من دون بتّ الموازنة ولا تنفيذ بعض القرارات الّتي اتّخذت للتخفيف عن كاهل الإدارة العامة وأعبائها المالية على الخزينة العامة، وتقليص خدمة الدين العام ومكافحة التهرب الضريبي".
ولفتوا إلى أنّ "المؤسسات العسكرية بقيت وحدها على الوعد المقطوع، سواء بالسهر على ضبط الوضع الأمني في الداخل والسعي إلى تجنيب البلاد خضّات يمكن أن يتسبّب بها الإحتقان السياسي الداخلي نتيجة الخلافات على تفسير الدستور وحجم الصلاحيّات، أو تلبية مطالب العمال والمتقاعدين الإجتماعية، أو على صعيد مواجهة الإرهاب وحماية الحدود ومنع تهريب الممنوعات وتطبيق ما قضت به القرارات الدولية".
وأوضحت الصحيفة أنّ "سفيرًا خليجيًّا عبّر عن الصدمة من بعض المواقف الّتي أطلقت من حرب اليمن وأحداث الفجيرة عشية عيد الفطر السعيد، فيما كانت بلاده اتّخذت مباردات متتالية كفكّ الحظر عن مواطنيها للاستثمار في لبنان وتمضية فرص الأعياد وفصل الصيف فيه. ما أدّى إلى أن تراجعت نسبة الزوار وأُلغيت حجوزات عدّة، وزادت أحداث الجبل في الطين بلّة بوقوعها على أبواب هذا الموسم وفي عمق مناطق الإصطياف الّتي يقصدها العرب، فـ"فرملت" تحرّكاتهم وقلّصت برامجهم وتحوّلوا إلى دول أخرى؛ فتعاظم عدد المتردّدين عن زيارة لبنان".
وعبّر السفير عن القلق من أحداث الجبل، وتوقّف عند "سلسلة من المؤشّرات الّتي تزيد قلق دول الخليج ومخاوفها. فهي تخشى أن يكون لبنان هدفًا للنظام السوري لزرع القلاقل".